اضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة قد تسلب منا أعمارنا، إذ يقضي المصابين بها جل أوقاتهم بين الشعور بالألم وتناول المسكنات والمكوث في المنزل مهابة الخروج والشعور بالتعب مرة أخرى.
إن كنت تعاني الشعور بالحرقة وآلام الصدر باستمرار، فتوجد العديد من الاضطرابات الهضمية التي تؤدي إلى الشعور بهذا العرض المزعج، أشهرها ارتجاع المريء.
يمكن علاج ارتجاع المرئ عن طريق الأدوية الفموية، أو بالتدخل الجراحي -لأولئك ممن لا تستجب أجسادهم للعلاج الدوائي- فتصبح الجراحة وسيلتهم الوحيدة للعودة لعيش حياة طبيعية.
لكن هل عملية ارتجاع المرئ ناجحة؟ هل تجدى في التخلص من هذا الشعور البغيض للأبد؟ أم أن نتائجها مؤقتة كالأدوية؟
لنتعرف على ذلك من خلال الاطلاع على المقال التالي.
طبيعة الإصابة بارتجاع المرئ وتأثيره على نمط الحياة اليومي
تنتج المعدة والأمعاء العديد من الإنزيمات والعصارات الحمضية التي يرجع لها الدور الأساسي في عملية هضم الطعام،
ويصاب المرء بالارتجاع المريئي نتيجة وجود خلل في الصمام الفاصل بين المرئ والمعدة واتساعه،
ودوره الرئيس السماح بمرور الطعام من البلعوم إلى المعدة، ومنع عودته مرة أخرى إلى الأعلى.
يتسبب ذلك الخلل في عودة محتويات المعدة والعصارة المفرزة من الجهاز الهضمي إلى المرئ -عكس مسارها الطبيعي- مسببًا الشعور بحرقة شديدة نتيجة احتكاك العصارة الحمضية بأنسجة المريء والبلعوم غير المهيأة للتعامل معها، على عكس أنسجة المعدة.
أهمية علاج الارتجاع المريئي قبل الخضوع لجراحات السمنة
تعد عملية تكميم المعدة من أشهر جراحات السمنة المتعارف عليها خلال السنوات الماضية،
وتجرى عن طريق استئصال جزء كبير من المعدة -ما يقرب من 80% من حجمها الكلي- وإعادة توصيل المتبقي منها مع الأمعاء.
يمثل الارتجاع المريئي أشهر المُضاعفات والآثار الجانبية المتعارف عليها بعد الخضوع لعملية التكميم، نظرًا لما تُسببه من زيادة فرص عودة العصارة الهاضمة إلى المريء.
ويُنصح أطباء الجهاز الهضمي بضرورة تلقي حالات الارتجاع المريئي العلاج المناسب قبل الخضوع لعمليات التكميم -التي تزيد من نسب الإصابة بالارتجاع- سواءًا كان العلاج دوائيًا أو تدخلًا جراحيًا عن طريق إجراء عملية ارتجاع المريء، التي يمكن إجرائها في أثناء إجراء عملية التكميم في آن واحد.
هل عملية ارتجاع المرئ ناجحة؟
نأتي الآن للجزء الأهم في مقالنا لليوم وهو الإجابة عن سؤال: هل عملية ارتجاع المرئ ناجحة؟
تُجرى عملية ارتجاع المرئ أو ما يطلق عليها ” تثنية القاع” عن طريق لف العضلة العاصرة بالجزء العلوي من المعدة، بهدف تقوية العضلات ومنع العصارة المعدية من العودة إلى المريء.
تعطي الجراحة نتائجًا فوريةً عبر تحسين حالة المُصابين بالارتجاع، ولا توجد تعليمات خاصة بشأن الأكل بعد عملية ارتجاع المريء، فلا يحتاج المريض إلى الالتزام بنظام غذائي محدد لفترة طويلة، وبمجرد التعافي من الجراحة يستطيع المريض تناول ما يشاء، إلا أن الأطباء دومًا ما ينصحون بالحد من تناول الدهون المشبعة واستبدالها بالأغذية الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن.
وعلى الرغم من إشادة جميع الدراسات الطبية ارتفاع نسبة نجاح عملية ارتجاع المريء، إلا أن الأطباء لا يفضلون اللجوء إليها إلا في حال عدم استجابة المرضى للعلاج الدوائي.
العلاج الدوائي لمرضى ارتجاع المريء
تعالج حالات ارتجاع المريء دوائيًا عن طريق تناول:
- مثبطات الهستامين.
- مثبطات مضخة البروتون.
- أدوية خاصة بتقوية العضلة العاصرة المريئية السفلية.
بجانب التزام المريض بتناول الجرعات الدوائية، عليه الالتزام بمجموعة أخرى من التعليمات، أهمها:
الامتناع عن التدخين، وتجنب تناول الأطعمة الغنية بالتوابل لما لها من آثار تؤدي إلى زيادة نسبة الارتجاع.
بهذا نكون انتهينا من الإجابة عن سؤال “هل عملية ارتجاع المرئ ناجحة؟”،
موضحين متى يضطر الأطباء إلى إجرائها، وفي النهاية نسأل الله السلامة والشفاء العاجل لجميع المُصابين.
ينكنك التواصل معنا الان لحجز موعد في عيادة الدكتور تامر الشافعي كما يمكنتك متابعتنا علي منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك ويوتيوب لمتابعة احدث الاخبار عن ارتجاع المرئ وامراض المعدة.
اقرا ايضا :
أشهر اسباب ارتجاع المرئ
لتجنب الآلام.. الأطعمة الممنوعة لارتجاع المرئ
مناظير الجهاز الهضمي