علاقة اعراض القولون العصبي عند النساء والتقلبات الهرمونية
يُقال أن السيدات الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي عن الرجال، ويحيل البعض الأمر إلى طبيعتهن العاطفية الرقيقة التي لا تطيق الضغوطات العصبية أو التوتر الذي صار يعمّ نواحي الحياة المختلفة مؤخرًا.
لكن هل هذا هو السبب الوحيد لمتلازمة القولون العصبي عند النساء؟ وهل توجد علاقة بين التقلبات الهرمونية لديهن وتفاقم أعراض هذه المتلازمة؟ نناقش كل هذه المعلومات تفصيلًا من خلال فقرات هذا المقال.
نبذة عن متلازمة القولون العصبي وأبرز أعراضها عند النساء والرجال
متلازمة القولون العصبي اضطراب في وظيفة القولون دون وجود أي خلل عضوي بأحد أجزائه، وتظهر هذه المتلازمة بمعدل 12% في النساء أما الرجال فتصيبهم بمعدل 8.6%.
ترتبط متلازمة القولون العصبي عادة بالتعرض لضغوط عصبية وسوء الحالة النفسية، أو ممارسة عادات غذائية خاطئة، مثل تجاوز مواعيد الوجبات، وتناول الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة ومهيجات القولون.
اعراض القولون العصبي عند النساء والرجال
لا يوجد اختلاف بين اعراض متلازمة القولون العصبي عند النساء والرجال، إذ يظهر على الجميع ما يلي:
- آلام البطن المزعجة، وعادة ما تتحسن بعد التبرز مباشرة.
- الإمساك المزمن أو الإسهال المزمن.
- الانتفاخات الشديدة التي تسبب ضيق التنفس وعدم الشعور بالراحة.
- الغثيان.
- فقدان الشهية.
- الشعور برغبة متكررة في التبرز وعدم إفراغ الأمعاء بالكامل.
وأشارت بعض الأبحاث إلى ظهور أعراض إضافية لمتلازمة القولون العصبي لدى بعض النساء مثل آلام الحوض المزمنة، والشعور بعدم الراحة في أثناء العلاقة الحميمة، وتفاقم أعراض الدورة الشهرية لديهن، وهو ما يثير بعض التساؤلات في أذهان السيدات أشهرها “هل توجد علاقة بين القولون العصبي والتقلبات الهرمونية؟”.
هل توجد علاقة بين اعراض القولون العصبي عند النساء والتقلبات الهرمونية؟
تطلبت الإجابة عن هذا السؤال إجراء عديد من الدراسات والأبحاث، أسفرت في النهاية عن رأيين أساسيين، هما:
الرأي الأول
اتفق بعض العلماء والباحثون على عدم وجود علاقة مباشرة بين اعراض القولون العصبي عند النساء والتقلبات الهرمونية، لكنها قد تتداخل مع أعراض متلازمة ما قبل الحيض التي تصيب جميع النساء قبل نزول الدورة الشهرية، وتتضمن أعراضها آلام البطن والانتفاخ والشعور بعدم الراحة.
لهذا السبب قد تظن بعض السيدات أن الألم الذي تعانيه سببه القولون العصبي، والحقيقة أن موعد الدورة الشهرية قد اقترب.
الرأي الثاني
أيد هذا الرأي وجود علاقة مباشرة بين التقلبات الهرمونية التي تحدث للسيدات في أثناء الدورة الشهرية وشهور الحمل، إذ أثبتت بعض الدراسات أن اختلال مستويات الإستروجين والبروجسترون له تأثير مباشر في حركة المعدة والأمعاء، وحساسيتهما للألم، وتدفق الدم إلى كلٍ منهما.
ويفسر هذا الأمر تفاقم اعراض القولون العصبي عند النساء في فترات التقلبات الهرمونية لديهن والتي تتضمن الدورة الشهرية والحمل.
أهمية تشخيص متلازمة القولون العصبي
يكمن الهدف من تشخيص متلازمة القولون العصبي في استبعاد جميع الأمراض العضوية التي يمكن أن تسبب نفس هذه الأعراض، ومن أهمها:
- قُرح وأورام القولون.
- الأورام الليفية الرحمية.
- بطانة الرحم المهاجرة.
- ضعف عضلات الحوض.
لهذا يستدعي التشخيص التدقيق لمتلازمة القولون العصبي وعلاجها الخضوع لبعض الفحوصات، مثل فحوصات البراز والدم ومنظار القولون التشخيصي.
اقرأ ايضا: أعراض يُمكن تشخيصها عن طريق منظار القولون
علاج القولون العصبي عند النساء
يهدف علاج القولون العصبي عند النساء إلى الحد من الأعراض الناتجة عنه والتعايش معه، ويتحقق ذلك من خلال اتباع عدة أساليب هامة يوصي بها الطبيب، هي:
اتباع نظام غذائي صحي
لابد أن يتسم النظام الغذائي لمريض القولون العصبي بعدة صفات، أهمها:
- غنى الطعام بالألياف والفواكه والخضروات الطازجة لتجنب الإمساك.
- تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة وخفيفة على مدار اليوم (من 4-6 وجبات).
- انخفاض نسبة الجلوتين، وهي مادة توجد في القمح بجميع مشتقاته تهيج القولون.
- خلو الطعام من الكافيين، وذلك لأنه من المواد المهيجة للقولون.
- انخفاض نسبة الدسم، لأن الأطعمة الدسمة تمكث وقتًا طويلًا في الأمعاء لهضمها ما يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي.
إضافة إلى هذه النصائح، ينصح الأطباء بممارسة الرياضة وذلك لتخفيف الضغط والتوتر العصبي، وتحفيز تدفق الدورة الدموية إلى المعدة والأمعاء حتى تعملان بكفاءة.
تناول أدوية لتخفيف الأعراض
تشمل أهم الأدوية التي يصفها الأطباء لمرضى القولون العصبي:
- أدوية تنظيم حركة الأمعاء.
- أدوية تحسين كفاءة الهضم.
- مضادات الانتفاخات والتقلصات.
- أدوية للحد من التوتر العصبي والقلق واضطرابات النوم.
الابتعاد عن مصادر الضغط والتوتر العصبي
قد يغفل مرضى القولون العصبي عن أهمية تحسين الحالة النفسية في علاج هذه المتلازمة، ولكن يؤكد الأطباء أن جودة الحالة النفسية العنصر الأهم حتى يؤتي العلاج ثماره.
لهذا من المهم أن يتجنب مريض القولون العصبي جميع مصادر القلق والتوتر قدر الإمكان، وأن يمارس بعض العادات التي تُساعده في ذلك، مثل تمارين اليوجا، وإذا لزم الأمر فلا بد من الحصول على المساعدة من أخصائي نفسي لتحفيزه على تجاوز العقبات التي تُقلقه في حياته.
نرحب بجميع استفساراتكم عن أمراض الجهاز الهضمي والكبد في عيادة الدكتور تامر الشافعي -استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير-. وللحجز والاستفسار تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
اقرأ ايضًا:
عدة نصائح تساعدك على تجنب مشكلة تهيج القولون العصبي