جرثومة المعدة نوع شائع من البكتيريا التي تصيب بطانة المعدة، وعلى الرغم من أن نصف الأشخاص المصابين بها لا تظهر عليهم أعراض أو يعانون مشكلات متعلقة بالعدوى، تسبب في حالات نادرة القرح والالتهابات المزمنة في المعدة والاثنى عشر وسرطان المعدة.

ولعل ذلك يثير في البعض مخاوف منها ويدفعه للتساؤل -إن تعامل مع أحد المصابين بها- هل جرثومة المعدة معدية؟

تعرف على: ماهو علاج جرثومة المعده

هل جرثومة المعدة معدية؟

نعم جرثومة المعدة معدية، إذ تنتقل البكتيريا ما بين الأشخاص عبر:

• اللعاب، من خلال تبادل الأكواب والملاعق وأدوات الطعام الأخرى أو فرش الأسنان مع شخص مصاب.
• الاحتكاك مع براز شخص مصاب، من خلال مصافحة أشخاص أيديهم ملوثة بالبكتيريا لا يهتمون بغسل أيديهم جيدًا بعد التبرز، أو تناول الطعام والشراب الملوث أو السباحة في مياه ملوثة.

هل جرثومة المعدة معدية بين الزوجين؟

نعم جرثومة المعدة معدية بين الزوجين، فعند إصابة أحد الزوجين بالعدوى يوجد احتمال كبيرة لإصابة الشريك الآخر من خلال تبادل أدوات الطعام، وعلاوة على ذلك قد تنتقل جرثومة عبر التقبيل الفموي بين الزوجين.

وبما أن جرثومة المعدة معدية إذا ما الأعراض التي تسببها للاحتراز منها؟ الإجابة في السطور التالية.

ما أعراض الإصابة بجرثومة المعدة؟

قد لا تسبب جرثومة المعدة أي أعراض لمعظم الأشخاص المصابين، بينما تظهر على آخرين أعراض هضمية مختلفة، تتضمن ما يلي:

• ألم في البطن.
• الانتفاخ.
• الشعور بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
• فقدان الشهية.
• الغثيان والقيء.
• حرقة المعدة.
• رائحة الفم الكريهة.
• إسهال.
• براز داكن اللون.

ومع أن جرثومة المعدة تزيد خطر الإصابة بالقرح الهضمية والالتهابات المزمنة، وقد تؤدي إلى تغيرات في طبيعة بطانة المعدة والإصابة بإحدى السرطانات فيها، لا يعني ذلك أن جميع المصابين بجرثومة المعدة يحدث لهم ذلك.

متى ينبغي الشك بالإصابة بجرثومة المعدة واستشارة الطبيب؟

تستدعي معاناة أعراض هضمية متكررة وشديدة استشارة طبيب متخصص في علاج أمراض الجهاز الهضمي، ويمكنه من خلال الفحص البدني تقييم الأعراض وتحديد مدى الحاجة إلى إجراء المزيد من الفحوصات لتشخيص جرثومة المعدة أو أمراض الجهاز الهضمي الأخرى.

وبالنسبة للفحوصات التي تُستخدم في تشخيص جرثومة المعدة، فهي:

اختبار النَفس

يُجرى اختبار النَفس من خلال التنفس في كيس قبل وبعد شرب محلول يحتوي على اليوريا، فإذا كانت بكتيريا الهيليكوباكتر بيلوري (جرثومة المعدة) موجودة، فسوف تتفكك مادة اليوريا، مما يؤدي إلى إطلاق غاز ثاني اكسيد الكربون الذي يمكن للطبيب قياسه في التنفس.

تحليل جرثومة المعدة في البراز 

يكشف هذا الاختبار عن الأجسام المضادة لجرثومة المعدة في البراز. 

تحاليل الدم 

تساعد بعض تحاليل الدم على الكشف عن الأجسام المضادة لجرثومة المعدة.

الفحص بالمنظار الداخلي

في الحالات التي تكون فيها الاختبارات الأخرى غير مجدية أو اشتبه الطبيب في وجود مضاعفات، يُنصح حينها بالفحص بالمنظار الداخلي، وخلال هذا الإجراء يمرر أنبوب رفيع عبر الفم مزود بكاميرا لرؤية بطانة المعدة وجمع عينات من الأنسجة لفحصها تحت الميكروسكوب إذا لزم الأمر.

ما علاج جرثومة المعدة؟

يتضمن علاج جرثومة المعدة مزيجًا من عدة أدوية، هي:

• المضادات الحيوية: 

يصف الطبيب نوعين من المضادات الحيوية لعلاج جرثومة المعدة، وتتضمن الأنواع شائعة الاستخدام الأموكسسيلين والكلاريثروميسين والميترونيدازول والتتراسيكلين.

وينبغي للمريض إكمال كورس العلاج بالمضادات الحيوية حتى النهاية كما وصف الطبيب، حتى إن تحسنت الأعراض لأن التوقف قد يجعل البكتيريا تقاوم المضادات الحيوية مما يزيد صعوبة العلاج فيما بعد.

• مثبطات مضخة البروتون

تساعد مثبطات مضخة البروتون على تقليل إفراز الحمض في المعدة وشفاء القرح ومن ثم تخفيف الأعراض، وتشمل أنواعها لانسوبرازول أو أوميبرازول أو بانتوبرازول. 

• مثبطات المستقبل H2

 تقلل هذه الأدوية من إفراز الحمض أيضًا، ومن أمثلتها:

• رانيتيدين.
• فاموتيدين.

ويمكن أن يصف الطبيب تركيبة ثلاثية أو رباعية من المضادات الحيوية ومثبطات مضخة البروتون لزيادة فاعلية العلاج ضد جرثومة المعدة.

وتعتمد الخطة العلاجية في جميع الأحوال على عدة عوامل أبرزها شدة العدوى والأعراض، وتشمل الأعراض الأخرى:

• العمر.
• الصحة العامة.
• مدى تحمل الشخص للأدوية وهل يعاني حساسية من بعض منها أم لا.

هل توجد وسائل طبيعية تساعد في العلاج من جرثومة المعدة؟

نعم، تساعد بعض الوسائل الطبيعية في تخفيف أعراض جرثومة المعدة عند استخدامها بجانب العلاجات الدوائية، منها:

• الشاي الأخضر: إذ يساعد في إبطاء نمو جرثومة المعدة ويقلل من التهابها.
• زيت الزيتون: يقاوم الإصابة بجرثومة المعدة ويساعد في معادلة الحمض المعدي.
• العسل: يساعد العسل في مقاومة البكتيريا والقضاء عليها.

كما توجد بعض الأطعمة التي يُفضل تجنبها عند الإصابة بجرثومة المعدة للتخفيف من الأعراض وتسهيل الشفاء، وتتضمن ما يلي:

• الشوكولاتة.
• الأطعمة الدسمة والمسبكات.
• المقليات.

كيف نحمي أنفسنا من العدوى بجرثومة المعدة؟

كما تبين من إجابة السؤال “هل جرثومة المعدة معدية؟” أنها قد تنتقل عبر عدة وسائل، وفي السطور التالية نوضح لكم بعض السُبل التي تساعد في الحماية من العدوى:

• غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، لا سيما بعد الخروج من الحمام وقبل تحضير الطعام.
• إجراء التحاليل لبقية أفراد العائلة عند تشخيص إصابة أحد الأفراد بالجرثومة لتلقي العلاج وللحماية من انتشار العدوى بينهم.
• الاعتماد على المياه النظيفة في الشرب وعند تحضير الطعام.

احمي نفسك وعائلتك من جرثومة المعدة ومخاطرها، واستشر أخصائي الجهاز الهضمي عند ملاحظة أي من أعراضها السابقة لتحديد هل الجرثومة هي السبب أم حالة أخرى ووصف العلاج المناسب تبعًا للحالة.

ويمكنكم الاستعانة في هذا الصدد بالدكتور تامر الشافعي -استشاري أمراض الباطنة والكبد والجهاز الهضمي- لخبرته الكبيرة في تشخيص وعلاج الأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي، بما في ذلك جرثومة المعدة والقرحة.