تأثير جرثومة المعدة على الصحة البدنية والنفسية للأطفال
أيام قليلة تفصلنا عن بداية الموسم الدراسي واختلاط أبنائنا بعوالم وبيئات مختلفة، وقد يؤثر اختلاطهم بأقرانهم في المدرسة على صحتهم، وقد تنتقل الأمراض إليهم من زملائهم.. ومن هذه الأمراض الشائع انتقالها بين الأطفال جرثومة المعدة.
تُصيب جرثومة المعدة ما يقرب من 5% من الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، وتزداد هذه النسبة في الوطن العربي والبلدان النامية بلا شك. فكيف نحمي أطفالنا من الإصابة؟ وما تأثير جرثومة المعدة على الصحة البدنية والنفسية للطفل؟ هذا ما يمكنكم معرفته بالاطلاع على سطور المقالة التالية.
وسائل انتقال جرثومة المعدة بين الأطفال
توجد البكتيريا المُسببة لجرثومة المعدة في:
- لعاب الطفل المُصاب.
- اللويحات والمواد المتراكمة على الأسنان.
- البراز.
لذا يُعد إهمال العناية بالنظافة الشخصية السبب الرئيسي لانتشار المرض بين الأطفال، فقد تنتقل جرثومة المعدة من الطفل المُصاب إلى زملائه عند تقبيلهم أو ملامستهم في حال عدم اهتمامه بتنظيف فمه ويديه أولًا بأول، خاصةً بعد استخدام المرحاض.
أعراض جرثومة المعدة عند الأطفال
بعد انتقال جرثومة المعدة من طفل لآخر تصل إلى المعدة لتبدأ فترة حضانة المرض، وتبدأ معها أعراض جرثومة المعدة في الظهور تدريجيًا.
يمكن الشعور بأعراض جرثومة المعدة بوضوح عندما تكون المعدة فارغة عند الاستيقاظ صباحًا، أو في آخر الليل، أو في حال تأخير وجبات اليوم الأساسية، وتشمل أعراضها ما يلي:
- آلام البطن المستمرة.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ عدة مرات -وقد يحتوي القيء على دم-.
- الإصابة بالأنيميا الحادة التى تستمر لفترة حتى بعد تغيير النظام الغذائي وتناول الأدوية المناسبة.
- تحول لون البراز إلى لون داكن.
- الإعياء المستمر والتعب والإرهاق، وعدم قدرة الطفل على مُشاركة أصدقائه في اللعب.
- فقدان الشهية، وفقدان الوزن السريع -وهو ضمن أعراض جرثومة المعدة الحادة-.
تأثير جرثومة المعدة على الصحة البدنية للطفل
تنتج أعراض الإصابة بجرثومة المعدة من تأثيرها الضار على الغشاء المُبطّن للمعدة، إذ تتوغل وتتكاثر بين ثنايا أغشية المعدة وتكوّن مُستعمرات داخلها.
يتآكل الغشاء المُبطن لجدار المعدة تدريجيًا، ومعه تتسرب عصارة المعدة الحامضية إلى جدار الرحم مُسببة الإصابة بتقرحات في المعدة، والتي قد تكون دموية ومصحوبة بنزيف وقيء دموي.
تأثير جرثومة المعدة على الصحة النفسية للطفل
التعايش مع أعراض جرثومة المعدة أمر مرهق، خاصةً على طفل صغير لم يزل في عقده الأول أو بداية عقده الثاني، فهو يرغب في الاستمتاع بيومه كغيره من أصدقائه دون الشعور بالألم، لذا قد تطرأ عليه تغييرات نفسية ومزاجية عديدة، مثل سرعة الغضب والحدة في التعامل.
ولكن لحسن الحظ لن يستمر تأثير جرثومة المعدة على الصحة النفسية للطفل مدة طويلة، فبمجرد تناول علاج جرثومة المعدة المناسب ستنخفض حدة أعراض الإصابة البدنية والنفسية وسيعود الطفل لحالته الطبيعية تدريجيًا.
هل يمكن علاج جرثومة المعدة نهائيًا؟
يمكن علاج جرثومة المعده نهائيا خلال فترة 14 يومًا عن طريق تناول جرعات دوائية مُحددة، بالإضافة إلى الالتزام بإرشادات تقوية الجهاز الهضمي بعد الإصابة بجرثومة المعدة.
يتضمن علاج جرثومة المعدة وصف بعض الأدوية التي تتضمن:
- المضادات الحيوية.
- مضادات الحموضة.
- مطهر معوي (مضاد طفيليات).
تقوية الجهاز الهضمي بعد الإصابة بجرثومة المعدة
للحد من تأثير جرثومة المعدة على الصحة يُشير الطبيب على الأم بمجموعة تعليمات تُسهم في تحسين حالة الجهاز الهضمي وتقويته وزيادة قدرته على مجابهة المرض، ومن تلك التعليمات ما يلي:
- إطعام الطفل الفاكهة والخضراوات الطازجة بكثرة، خاصةً الخضروات ذات الأوراق الخضراء، فهي غنية بالمعادن والعناصر الغذائية الصحية.
- إدراج الأطعمة الغنية بمُضادات الأكسدة ضمن النظام الغذائي اليومي للطفل، فهي تُعزز الجهاز المناعي.
- تناول الزبادي الطبيعي يوميًا، فهو خفيف ولطيف على المعدة ويمكن هضمه بسهولة.
- تقسيم وجبات الطفل الثلاث إلى عدة وجبات صغيرة يتناولها على مدار اليوم لتنجنب ملء المعدة بالطعام وزيادة كمّ الأحماض الذي تفرزه المعدة.
- تجنب الأطعمة المقلية، فهي من الاكل الممنوع لجرثومة المعدة، وهضمها قد يستوجب إفراز المعدة لكميات كبيرة من الأحماض.
جرثومة المعدة من أشد أمراض الجهاز الهضمي إزعاجًا، وتستمر أعراضها حتى التماثل للشفاء، لذا فإن التراخي والتهاون في استشارة افضل دكتور لعلاج جرثومة المعدة لن يتسبب سوى في المزيد من الآلام والمضاعفات.
مقالات قد تهمك: