قد نعاني أحيانًا بعض الأعراض التي تضعنا في موقف محير لا نعرف فيه السبب الحقيقي وراء ما نشعر به، إذ يصعب التمييز بين الحالات المرضية المختلفة التي تظهر بنفس الأعراض أو أعراض متشابهة، مما قد يؤدي في النهاية إلى استخدام العلاج غير المناسب.

هذا هو ما يحدث عندما يتعامل أغلبنا مع التهاب الحلق على إنه أمر عابر يمكن تجاوزه بتناول بعض المُلطفات أو المشروبات الدافئة، لكنه في بعض الحالات قد لا يستجيب لأي علاجات، وبالبحث نجد أن التهاب الحلق هو عرض مشترك بين أمراض متعددة، من بينها ارتجاع المريء، فكيف نميز الفرق بين التهاب الحلق وارتجاع المريء؟ هذا ما نسلط عليه الضوء اليوم من زوايا مختلفة.

ما هو التهاب الحلق؟

التهاب الحلق (sore throat) -أو احتقان الزور بالمصطلح الدارج- هو الشعور بالألم والتهيج في الحلق، خاصةً عند بلع الطعام أو التحدث مع الآخرين، وكأن نسيجه قد صار خشنًا. ويقسمه الأطباء وفقًا لموضع الالتهاب بالتحديد إلى ثلاثة أنواع، هي:

• التهاب البلعوم.
• التهاب الحجرة.
• التهاب اللوزتين.

قد يهمك: كيف يمكن علاج ضيق التنفس الناتج عن ارتجاع المرئ؟

أسباب متعددة لظهور التهاب الحلق

ذكرنا سابقًا أن ارتجاع المريء قد يكون سببًا في الإصابة بالتهاب الحلق، وفيما يلي نوضّح أهم وأشهر الأسباب الأخرى:

• العدوى الفيروسية، وأشهرها فيروس الإنفلونزا المسؤول عن نزلات البرد التي نمر بها جميعًا.
• العدوى البكتيرية.
• الإصابة بالحساسية
• التعرض للهواء الجاف عند تشغيل المدفأة.
• استنشاق الدخان وعوادم السيارات وغيرها من المواد الكيميائية الضارة المنتشرة في الجو.
• الإصابة بجرح في الحلق.
• إجهاد الأحبال الصوتية وعضلات الحلق.

يختفي التهاب الحلق في جميع الحالات المذكورة عادةً من تلقاء نفسه أو بعد عدة أيام استجابةً لعلاجات البرد أو مثبطات الحساسية، باستثناء ذاك الناجم عن ارتجاع المريء، إذ يستمر الالتهاب لأكثر من أسبوعين دون استجابة تُذكر لأي علاج، وكانت هذه أحد النقاط الهامة التي يمكننا بها تمييز الفرق بين التهاب الحلق وارتجاع المريء بسهولة.

ما المقصود بارتجاع المريء؟

يعني ارتجاع المريء ببساطة رجوع أحماض المعدة إلى المريء بسبب ارتخاء الصمام العضلي الفاصل بينهما (Lower esophageal sphincter – LES)، وفقدانه القدرة على الانقباض مرة أخرى بعد مرور الطعام من المريء إلى المعدة.

تتسبب أحماض المعدة في تهيج الجدار المبطن للمريء تاركةً شعورًا مزعجًا بالحموضة، والتهابًا حارقًا في الحلق لا يزول رغم استعمال الأدوية أو الملطفات المعتادة، وهذا أحد أهم أوجه الفرق بين التهاب الحلق وارتجاع المريء.

قد يهمك: الفرق بين التهاب المريء وارتجاع المريء l الأعراض والعلاج

الفرق بين التهاب الحلق وارتجاع المريء من حيث الأعراض

أولًا: أعراض التهاب الحلق

تشمل الأعراض المصاحبة لالتهاب الحلق ما يلي:

• احتقان وسيلان الأنف.
• الكحة والعطس المتكرر.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• ارتجاف الجسم.
• تغير الصوت.
• تكسير بالجسم.
• صعوبة البلع، وفقدان الشهية.
• الصداع.

ثانيًا: أعراض ارتجاع المريء

تختلف الأعراض المصاحبة للإصابة بارتجاع المريء اختلافًا جذريًا عن تلك المصاحبة لالتهاب الحلق ونزلات البرد، ومن أبرزها:

• الشعور بألم عاصر خلف عظمة الصدر، وقد يظنه البعض بسبب مشكلة في القلب أو علامة للإصابة بذبحة صدرية.
• حرقة المعدة.
• رائحة الفم الكريهة.
• مرارة لا تزول من الحلق.
• السعال المستمر، خاصةً في الليل.
• اضطرابات النوم.

قد يهمك: تجاربكم مع ارتجاع المريء عند الرضع، هل زال الأمر سريعًا؟

الفرق بين التهاب الحلق وارتجاع المريء في طرق تشخيص كل منهما

لا يحتاج الطبيب لتشخيص الالتهاب سوى تطبيق بعض الخطوات البسيطة، وهي:

• استخدام كشاف لفحص الحلق بالعين والتأكد من احمراره وتورمه أو ظهور بعض البقع البيضاء فيه.
• تحسس الرقبة بأصابعه للتحقق من انتفاخ الغدد.
• الاستماع لصوت النفس عن طريق السماعة الطبية.

وإذا شك في وجود عدوى بكتيرية سيجري مسحةً على الحلق لأخذ عينة من الإفرازات للفحص ومعرفة نوع البكتيريا المسببة للعدوى.

بينما يلجأ الأطباء في تشخيص ارتجاع المريء إلى بعض الطرق الأكثر تعقيدًا إذا قورنت بالطرق المتبعة في تشخيص التهاب الحلق، وهي:

• الأشعة السينية.
• المنظار الداخلي.
• فحص درجة الحموضة.
• اختبار عبور قرص الباريوم لقياس درجة تضيُّق المريء.

قد يهمك: هل عملية ارتجاع المرئ ناجحة؟

اختلاف وسائل العلاج يوضح الفرق بين التهاب الحلق وارتجاع المريء أيضًا

يمكن علاج معظم حالات التهاب الحلق في المنزل باتباع بعض النصائح البسيطة وغير المكلفة على الإطلاق، مثل:

• الحصول على قسط كافٍ من الراحة لمنح الجهاز المناعي فرصة لمحاربة العدوى.
• الغرغرة بمزيج من الماء الدافئ مع نصف إلى ملعقة صغيرة من الملح لتعقيم الحلق.
• شرب السوائل الدافئة التي تلطف الحلق، مثل الينسون أو الجنزبيل مع العسل، أو الشوربة، أو الماء الدافئ مع الليمون.
• مص أقراص الاستحلاب لترطيب الحلق.

وإذا لم تؤتِ هذه الوسائل ثمارها فقد يصف الطبيب بعض المسكنات ومضادًا حيويًا للقضاء على العدوى.

أما في حالات ارتجاع المريء فتختلف طريقة العلاج تبعًا لشدة الحالة، إذ تتنوع بين:

• الاكتفاء بتغيير أسلوب الحياة واتباع نمط غذائي صحي.
• العلاج الدوائي بمضادات الحموضة، ومثبطات إنتاج حمض المعدة.
• التدخلات الجراحية، بتقنية نيسن (Nissen) على سبيل المثال بهدف لف الجزء العلوي من جدار المعدة حول العضلة العاصرة لتقويتها.
• التدخلات غير الجراحية، مثل تقنية جردكس، لتثبيت غرزتين غير جراحيتين في المنطقة بين المعدة والمريء لمنع ارتداد الحمض المعدي.

قد يهمك: علاج ارتجاع المرئ وما هي أبرز أعراضه وطرق السيطرة عليها

ورغم كل ما ذكرناه من اختلافات بين التهاب الحلق وارتجاع المريء إلا إن كليهما يتهيج بما تمتلئ به الموائد الشهية من مقليات، وأكلات دسمة، وصنوف الحلويات الشرقية المطهية بالسمن، ومختلف العصائر الحمضية مثل الليمون والبرتقال، لذا كن حريصًا على تجنب مثل هذه الأطعمة تفاديًا لتفاقم المشكلة.

وفي النهاية، لا تدع نفسك فريسة للظنون والحيرة، واترك لنا مهمة معرفة سبب الأعراض التي تشعر بها ووضع الخطة العلاجية المناسبة لك. يسعدنا تواصلك معنا من خلال الرسائل أو الاتصال بأحد الأرقام التليفونية الموضحة على موقعنا الإلكتروني.

اقرأ ايضًا:

أعراض ارتجاع المريء النفسية

أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع | مشكلة صحية تُهدد سلامة رضيعك

لتجنب الآلام.. الأطعمة الممنوعة لارتجاع المرئ